تغير سنن الله في الزواج (المثليين انموذجا)

الملخص

أثّر ظهور ممارسات المثلية الشاذة بشكل كبير على الثقافة والمجتمعات حول العالم، حيث تسببت في تحدي القيم التقليدية والدينية التي كانت تحكم سلوك الأفراد والمجتمعات. وهذه الممارسات أثارت جدلاً واسعاً بين مؤيد ومعارض، والله تعالى يقول: ﴿ ياأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفسٍ وَٰحِدَة وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَآءً ﴾ حيث تجاوزت هذه الممارسات حدود القوانين والتقاليد الاجتماعية والدينية، ومن الناحية الثقافية, أن القرآن الكريم قدم دراسة تأصيلية دقيقة لموضوع المثلية، معتمداً على منهج علمي محدد ومستقل، مما يتميز بالكمال والشمولية. يعكس ذلك اهتمام الإسلام بتحليل وتفسير الظواهر الاجتماعية والأخلاقية بأسلوب علمي دقيق, كما تميز حديث القرآن عن مفهوم المثلية بوضوح، معتمداً على أصل الفعل الذي يعتبر أساس المشكلة ويظهر تأثيراتها السلبية, بيان استنكار الفطرة الربانية والعقل السليم والنفس المستقيمة لهذا الفعل الدنيء، مما يظهر الرفض القوي لهذا السلوك من قِبَل الدين الإسلامي, كما تميزت المعالجة القرآنية للموضوع بمخاطبة الضمير الإنساني بصور تجريدية، مبتدئة بالوصف ثم الاستنكار والتحذير من خطورته، مما يظهر الرغبة في توجيه البشرية نحو السلوك الصالح وتجنب السلوك الضار, وتميز العرض القرآني بدراسة جميع أبعاد المشكلة، من حيث كونها انحرافا سلوكيا شاذا يمثل معصية الله ومنهجه، مما يعكس النظرة الشاملة والشمولية التي يتبناها الإسلام في التعامل مع القضايا الاجتماعية والأخلاقية.